adstop


شهدت مدينة الحسيمة خلال اليومين الماضيين مظاهرات احتجاجية سلمية ،تنديدا بسياسة المركز نحو منطقة الريف بشكل عام،ولكي نكون منطقيين في تحليل مايقع،وإعطاء كل جهة حقها ،فبإعتباري مواطنا مغربيا أضم صوتي لكل الجماهير الريفية العظيمة للتساؤل عن ملف شهيد الكرامة محسن فكري،وها قد مرت على وفاته شهرين ونيف،ولم تقم السلطات المختصة بعد،من تحديد هوية الجاني أي كان،وتواجه المواطنين الثائرين بالحقيقة حتى ترتاح العقول وتطمئن القلوب لسلطة القانون.
‌ولكون السلطات المحققة في الحادث،تأخرت ولم تفضي لأي نتيجة ،فإن الشارع الريفي معروف بضرواته وصموده النضالي ولن يهنأ له بال إلا بصدور نتائج التحقيقات،والغريب في أمر هذا الملف الذي تتداخل فيه مجموعة من السلطات، التي تأخرت وتلكأت في البوح بالحقيقة ،وكأنها تريد من الشارع أن يستمر في الإحتجاج ،فبالأمس القريب كانت الجماهير الشعبية بمدينة الحسيمة تطالب بالتحقيق في الحادث ومحاكمة المتهمين طبقا للقانون،لكن الأمور اليوم ،تغيرت وأصبحت قيادات شبابية تؤطر،سطرت ملفا مطلبيا شاملا كاملا لمجموعات من المطالب الاجتماعية والإقتصادية الملحة والٱنية التحقيق،وبالتالي أصبحنا أمام وضعية أخرى كان بالإمكان أن تتجاوزها كل السلطات الوصية على التدبير اليومي لحياة ساكنة الريف بكل روية.
‌هل من الممكن القول،أن جهة ما تريد للريف أن يثور وبالتالي إستغلال الملف  لتحقيق أجندةمؤجلة؟.
‌أم أن الأمر لايعدو مجرد إختلاف للرؤى بين الحاكم والمحكوم؟.
إن التدخلات الأمنية الأخيرة التي أقدمت عليها السلطات المحلية الأمنية من أجل تفريق التظاهرات الإحتجاجية ،ماهي إلا بداية كر وفر فيما بين الطرفين ،وبداية لنضال شعبي جديد بالمنطقة ،ونتمنى من مسؤولوا هذا الوطن،أن يدبروا الملف بما يتماشى مع فلسفة حقوق الإنسان وأن ينصتوا لهموم ومعاناة الشارع الريفي ،فسياسة "الزرواطة" ليست بحل وأثبت محدوديتها ،بقدر ماهي دافع مستفز للساكنة للخروج من جديد وبإصرار وكثافة أكبر.
أم أن السلطات ستعمل على التصعيد وتعتقل قيادات الحراك المجتمعي ؟

إسماعيل أجرماي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
وجهتكم © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top