تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية العلاقات الاجتماعية في رفع نظام المناعة والتمتع بصحة أفضل، وهنا نتذكر كيف أن أول عمل قام به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر إلى المدينة أنه آخى بين المهاجرين والأنصار..ولذلك قال تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 63].وتقول الدراسات أن أهم صحبة هي بالنسبة للكبار، ولنتأمّل كيف أن القرآن لم يغفل أهمية الصداقة والصحبة الحسنة بالنسبة لكبار السن، يقول تعالى وهو يأمرنا بحسن صحبة الأبوين: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) [لقمان: 15]. فإذا اتبع كل واحد منا هذه القاعدة الذهبية (صحبة أبويه بالمعروف) تزول مشاكل كبار السن.كما أنّ الخطاب في القرآن الكريم يأتي دائماً بصيغة الجمع فيأمرنا بالتعاون مثلاً: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2]. وآيات تأمرنا بألا نتفرق ونعتزل الناس بل نبقى متحدين متماسكين، كما في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103]. وآيات كثيرة في القرآن تحض المؤمنين على التعاون والعمل الصالح.فالإسلام يأمرنا دائماً بحسن الصحبة والمودة بين المؤمنين.. يقول تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71]، وتأملوا كيف جاء الخطاب دائماً بصيغة الجمع ليؤكد لنا الله تعالى على أهمية أن نبقى ضمن الجماعة، فالذئب يأكل من الغنم القاصية!ولقد أوصانا النبي الكريم بالصديق الصالح وأن نحرص عليه وألا نعزل أنفسنا، بل إن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.إنّ حياة نبيّنا كانت مليئة بالصحبة الصالحة، مليئة بصلة الرحم وبالعطف على الصغير ورحمة الكبير، ومساعدة الناس والصبر عليهم... وكل ذلك يؤكد أن النبي الكريم سبق العلماء إلى التأكيد على أهمية الصحبة الصالحة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق