الأمهات العازبات.. إلى أين ؟

إن كل بداية علاقة عاطفية بين الجنسين تفرز في غالب الأحيان مشاكل مجتمعية عويصة وتخلخل الهرم الديموغرافي للبلاد، وبالتالي إعطاء صورة حقيقية عن المجتمع بعيدا عن التشبت بالأخلاق الظاهرية والبعيدة كل البعد عن داخل نفسية الشخص المغربي بكلتا جنسيه.
مما لاشك فيه أن المعطيات التي تتسرب عن طريق جمعيات حقوقية فاعلة في الميدان الحقوقي والمختصة بظاهرة الأمهات العازبات تفيدنا بمعطيات جد مخيفة وأرقام فلكية لأطفال ناتجين عن علاقات جنسية عابرة ، ففي المغرب مثلا إحصائيات صادرة عن جمعيات ناشطة في المجال ومهتمة بوضعية الأم العازبة تفيد بكون مايقارب 83 طفل يزداد يوميا خارج مؤسسة الزواج .
هذه الإحصائية تختزل ورائها الكثير من الأسباب التي تؤدي يوميا لوقوع هذا الإجرام في حق 83 طفل لاذنب لهم سوى شخصين استمتعوا للحظات وأنتجوا ضحية منبوذة مجتمعيا ومن صنيعة أفراد من المجتمع نفسه.
نحن كمجتمع مغربي يجب أن نتضامن للحد من هذه الظاهرة التي تخلف ضحايا كثر حيث مايربو عن 30.000 طفل سنويا ضحية لاذنب لهم سوى إجرام الفاعلين الاساسيين في القضية ،
وتبقى الحلقة الأضعف في كل هذه العملية المولود الضحية بالدرجة الأولى والأم العازبة أما الفاعل الأصلي ففي غالب الأحيان يتنصل من إجرامه ،ولهذا وجب إعمال التربية الجنسية كحل أولي للتوعية والتخفيف من هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة والمسكوت عنها وحماية الطرف الضعيف بقوانين خاصة ومشددة العقوبة .
ويمكن تفسير الظاهرة بعوامل متعددة، لكن العامل الأبرز في إستفحالها النفاق الذي يسود المجتمع ،حيث يعتبر المغاربة بحسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة سنة 2007 متعلقة بالأمراض النفسية تقول بكون 70في المائة من المجتمع المغربي به إنفصام ,ولكون ثقافة العلاج النفسي في بلادنا غير منتشرة بين المواطنين وغير مرحب بها ، كل هذا يجعل من الإنسان المغربي خزان لمجموعة من الأمراض النفسية متعايش معها وتكون في الغالب هي المدخل الأساسي لحصول الإختلالات في المجتمع فيبقى نشر ثقافة العلاج النفسي أولوية بالنسبة للوزارة الوصية على صحة المغاربة .
كما وجب على الوزارة المكلفة بالأسرة و المرأة و التضامن أن تساهم في مساعدة الأمهات العازبات وأطفالهم وإدماجهم في الحياة تفاديا لمشاكل عويصة مستقبليا ، فعلى الجميع تحمل المسؤولية مسؤولين ومواطنين على السواء لأن هذا الأمر يهمنا جميعا.

إسماعيل أجرماي