إن المتتبع لحالة الإحتقان المجتمعي الذي تعيشه المملكة منذ مقتل شهيد الكرامة محسن فكري بتلك الطريقة المريعة التي حركت كل الأحرار في البلاد وكل من له شعور بالإنسانية تجاه أخيه الإنسان ,إنتفضت حجافل بشرية من مختلف مناطق المغرب وخرجت معبرة في جو مثالي وذاك ما سجله كل الملاحظين من المغاربة عبر ربوع الوطن .
خروجهم ذاك لالشيء سوى لمعرفة الحقيقة الكاملة لمقتل هذا المواطن المغربي ,هل تم فعلا قتله من طرف قوات الأمن العمومي؟هل قتل عن طريق الخطأ؟ أم أن هناك جهات أخرى دبرت الحادث ؟ وغيرها كثير من أسئلة المواطن تجاه الدولة,هل يحق لنا أن نأمن في وطننا بعد هذا الحادث؟ هل الوطن معنا أم بجانب غيرنا؟ هل نحن شيء بالنسبة لهذا الوطن؟ أم أننا مجرد أرقام عابرة تستجدي بها الدولة دعم المؤسسات الدولية؟ هل لنا في هذا الوطن حقوق كما أثقلونا بالواجبات؟ .
معرفة تفاصيل هاته الجريمة النكراء التي أكدت وبالملموس أن المواطن المغربي البسيط لازال بعيدا كل البعد عن جعله محور أساسي في العملية التدبيرية للحكم بالمغرب .
فمحسن فكري المنتمي لمنطقة الريف المظلومة من طرف المركز لوقت طويل ,لازالت عند كل حادث تسترجع الماضي المليء بالدماء والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في تلك المناطق ,ورغم مبادرة الإنصاف والمصالحة التي قامت بها الدولة المغربية كبادرة لطي ملف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في تلك المناطق ,والدور الكبير لجلالة الملك في جعل مدينة الحسيمة منارة للمتوسط بمشاريع إستثمارية ضخمة في مجال البنية التحتية ,إلا أن ذلك ينقصه الكثير, فمايعاب على راسمي السياسة العامة للدولة هو عدم دمج المواطن الريفي البسيط في المجتمع المغربي وفي هياكل الدولة بطرق صحيحة .
فالدولة في تعاملها مع الريف كما الصحراء ,أعطت للأعيان إمكانيات وإمتيازات جد هامة لتمثيل مواطني تلك المناطق وجعلت منهم النخب السياسية المهيمنة على الساحة ,ولكن مع كامل الأسف تلك النخب لم تكن في المستوى المطلوب ودخلت في نزاعات غير ذات جدوى, ونسيت أن الدور الأساس المنوط بها هو القيام بدمج مواطني تلك المناطق في المجتمع والدفع بهم داخل الريف الكبير بإحداث مشاريع إستثمارية مهمة وهائلة تستقطب آلاف العاطلين عن العمل من أبناء تلك المناطق .
الدولة المغربية ولوقت جد قريب كانت تأبى أن تدمج أبناء مناطق الشمال عامة في أسلاك الشرطة على سبيل المثال ,إلاأنه في الآونة الاخيرة نشهد أن الأمور تغيرت للأفضل وأصبح أبناء الشمال عامة والريف خاصة يتبوأون مناصب هامة داخل مديريات الأمن الوطني ,وأصبح الأمر الآن مرتبطا بمعايير الكفاءة كما يقولون, بعيدا عن المحسوبية والزبونية التي كانت تنخر الجسم الأمني لسنوات طوال.
الأمر نفسه في ما يتعلق بمختلف القطاعات الحكومية الأخرى التي تجعل منطقة الريف من المناطق التي تحصل على أدنى عدد من الوظائف الحكومية, والأخطر من ذلك أن الدولة المغربية, داخل الريف نفسه ترسم سياسة غير عادلة بالمرة في تقسيم مشاريع على قبائل دون غيرها ,مما يجعل التنمية تتحرك داخل مناطق دونا عن المناطق الأخرى وهذا في حد ذاته من الإشكالت الكبرى بالإقليم ولها عواقب وخيمة على المجتمع الريفي مستقبلا.
فجريمة محسن فكري أي كان فاعلها ,وفي إنتظار النتائج التي تجريها المصالح القضائية والأمنية المختصة, فقد كشفت لنا مجموعة من السلوكات التي تهم الحال العام للدولة المغربية ,فسياسيونا وخاصة من بيدهم مفاتيح الحكم قد إستصغروا الحادث لأبعد درجة مرسخين الفكر الشائع لدى عامة الشعب,والقائل بكون الشعب "ماساوي حتا بصلة",وأبانت هذه التصرفات أن المتحكم في شعور سياسيينا هي مصلحتهم فقط ,فمادون ذلك هراء, حيث ذهبت برلمانية إلى حد بعيد في تحقيرها لساكنة الريف وثمنت إنتهاكات حقوق الانسان ماضيا وأعادت كلمة" الأوباش" التي لها مدلول تحقيري قوي يمس الساكنة الريفية خصوصا وكل الأحرار المغاربة من طنجة إلى الكويرة .
جلالة الملك من خلال خطابه الأخير,يوصي معشر السياسيين وعبرهم مختلف المسؤولين الأمنيين والترابيين بجعل المواطن كأولوية أساسية في السياسات العمومية وإعطاءه حقه داخل الإدرات العمومية بكل مسؤولية ,ولكن على ما أظن فإن الأمر يحتاج وقتا من الزمن حتى تتغير العقليات التي لازالت تؤمن أن المواطن بقرة حلوب تبتزه متى شاءت وأنه قنطرة للوصول للحكم لاغير.
وأخيرا أود القول أن أبناء إقليم الحسيمة أبانوا عن حس وطني عال وعن شعور كبير بالفخر للإنتماء لهذا الوطن الكبير الذي يحمل بين طياته مختلف أطياف المجتمع المغربي,فقد كانوا بحق في الموعد ونظموا لقاءات جماهيرية بالآلاف دون أن تحصل أي مناوشات أو خروقات أو إنفلاتات ,رغم كيد بعض وسائل الإعلام الملتحية التي سارعت إلى مهاجمة سكان الريف وإتهامهم بدعمهم للإنفصال ,إلا أن الوقائع الحاضرة من هناك كذبت كل الإشاعات المغرضة المحبطة للمتظاهرين والمقللة من حجم الريف كمنطقة يفتخر بها كل مغربي سليم معافى من حقد العنصرية التي رسخها الإستعمار الإسباني والفرنسي في مواطنين كثر داخل هذا الوطن ,فرفع صور المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي هو مفخرة لكل المغاربة ,فهو يعتبر بحق رمز كل المغاربة الأحرار.
أما رفع علم الريف فهو تاريخ ,ويحدث ذاك في أعرق الديموقراطيات الأروبية وعلى سبيل المثال لا الحصر إقليم كتالونيا الإسباني بعلمه الذي يرفرف دائما بجانب العلم الإسباني ,فالإعتزاز بالنزعة المحلية فمردها بالأساس إلى عزة الإنتماء لهذا المغرب العظيم , وكفانا من التشكيك في وطنية الريفيين المغاربة,فوطنية أهل الريف لاغبار عليها ,وأهل الريف أهل كفاح ونضال حقيقي والتاريخ شاهد على ذلك ,فعلى الجميع أن لاينظر إلى الريفي على أنه نصف وطني بل على العكس من ذلك,ففي نظري فمرد ذلك إلى سوء الفهم الكبير الحاصل بين قوى المركز ومختلف المدن المغربية بطبيعة وسيكولوجية الإنسان الريفي لاغير.
وفي إنتظار ماستسفر عنه نتائج التحقيق, نتمنى أن لايكون هناك ضحايا أخرون على غرار ماوقع للشهيد محسن فكري ,وأن يستفيدوا مسؤولوا هذا الوطن مما وقع وأن يضعوا المواطن كأولوية في تحقيق العدالة الإجتماعية بجعلها آلية كفيلة لمواجهة كل أنواع الفقر والأمية والبطالة, وحتى يحس معها المواطن المغربي الذي يعيش في ظل المملكة أنها تتحرك نحو الأفضل ويستفيد هو الآخر من التنمية التي تعرفها البلاد في مختلف البنيات التحتية ,أما وإن إستمر الوضع على هذا الحال في تنمية الحجر ونسيان البشر فمن الضروري أن يشهد قطار التنمية وقفات وعثرات ووقفات نحن في منأى عنها وأن تنشد الدولة المغربية في مناطق الريف سياسة حقيقية ومستدامة تصل نتائجها لذلك المواطن البسيط المثقل بهموم الحياة.
خروجهم ذاك لالشيء سوى لمعرفة الحقيقة الكاملة لمقتل هذا المواطن المغربي ,هل تم فعلا قتله من طرف قوات الأمن العمومي؟هل قتل عن طريق الخطأ؟ أم أن هناك جهات أخرى دبرت الحادث ؟ وغيرها كثير من أسئلة المواطن تجاه الدولة,هل يحق لنا أن نأمن في وطننا بعد هذا الحادث؟ هل الوطن معنا أم بجانب غيرنا؟ هل نحن شيء بالنسبة لهذا الوطن؟ أم أننا مجرد أرقام عابرة تستجدي بها الدولة دعم المؤسسات الدولية؟ هل لنا في هذا الوطن حقوق كما أثقلونا بالواجبات؟ .
معرفة تفاصيل هاته الجريمة النكراء التي أكدت وبالملموس أن المواطن المغربي البسيط لازال بعيدا كل البعد عن جعله محور أساسي في العملية التدبيرية للحكم بالمغرب .
فمحسن فكري المنتمي لمنطقة الريف المظلومة من طرف المركز لوقت طويل ,لازالت عند كل حادث تسترجع الماضي المليء بالدماء والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في تلك المناطق ,ورغم مبادرة الإنصاف والمصالحة التي قامت بها الدولة المغربية كبادرة لطي ملف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في تلك المناطق ,والدور الكبير لجلالة الملك في جعل مدينة الحسيمة منارة للمتوسط بمشاريع إستثمارية ضخمة في مجال البنية التحتية ,إلا أن ذلك ينقصه الكثير, فمايعاب على راسمي السياسة العامة للدولة هو عدم دمج المواطن الريفي البسيط في المجتمع المغربي وفي هياكل الدولة بطرق صحيحة .
فالدولة في تعاملها مع الريف كما الصحراء ,أعطت للأعيان إمكانيات وإمتيازات جد هامة لتمثيل مواطني تلك المناطق وجعلت منهم النخب السياسية المهيمنة على الساحة ,ولكن مع كامل الأسف تلك النخب لم تكن في المستوى المطلوب ودخلت في نزاعات غير ذات جدوى, ونسيت أن الدور الأساس المنوط بها هو القيام بدمج مواطني تلك المناطق في المجتمع والدفع بهم داخل الريف الكبير بإحداث مشاريع إستثمارية مهمة وهائلة تستقطب آلاف العاطلين عن العمل من أبناء تلك المناطق .
الدولة المغربية ولوقت جد قريب كانت تأبى أن تدمج أبناء مناطق الشمال عامة في أسلاك الشرطة على سبيل المثال ,إلاأنه في الآونة الاخيرة نشهد أن الأمور تغيرت للأفضل وأصبح أبناء الشمال عامة والريف خاصة يتبوأون مناصب هامة داخل مديريات الأمن الوطني ,وأصبح الأمر الآن مرتبطا بمعايير الكفاءة كما يقولون, بعيدا عن المحسوبية والزبونية التي كانت تنخر الجسم الأمني لسنوات طوال.
الأمر نفسه في ما يتعلق بمختلف القطاعات الحكومية الأخرى التي تجعل منطقة الريف من المناطق التي تحصل على أدنى عدد من الوظائف الحكومية, والأخطر من ذلك أن الدولة المغربية, داخل الريف نفسه ترسم سياسة غير عادلة بالمرة في تقسيم مشاريع على قبائل دون غيرها ,مما يجعل التنمية تتحرك داخل مناطق دونا عن المناطق الأخرى وهذا في حد ذاته من الإشكالت الكبرى بالإقليم ولها عواقب وخيمة على المجتمع الريفي مستقبلا.
فجريمة محسن فكري أي كان فاعلها ,وفي إنتظار النتائج التي تجريها المصالح القضائية والأمنية المختصة, فقد كشفت لنا مجموعة من السلوكات التي تهم الحال العام للدولة المغربية ,فسياسيونا وخاصة من بيدهم مفاتيح الحكم قد إستصغروا الحادث لأبعد درجة مرسخين الفكر الشائع لدى عامة الشعب,والقائل بكون الشعب "ماساوي حتا بصلة",وأبانت هذه التصرفات أن المتحكم في شعور سياسيينا هي مصلحتهم فقط ,فمادون ذلك هراء, حيث ذهبت برلمانية إلى حد بعيد في تحقيرها لساكنة الريف وثمنت إنتهاكات حقوق الانسان ماضيا وأعادت كلمة" الأوباش" التي لها مدلول تحقيري قوي يمس الساكنة الريفية خصوصا وكل الأحرار المغاربة من طنجة إلى الكويرة .
جلالة الملك من خلال خطابه الأخير,يوصي معشر السياسيين وعبرهم مختلف المسؤولين الأمنيين والترابيين بجعل المواطن كأولوية أساسية في السياسات العمومية وإعطاءه حقه داخل الإدرات العمومية بكل مسؤولية ,ولكن على ما أظن فإن الأمر يحتاج وقتا من الزمن حتى تتغير العقليات التي لازالت تؤمن أن المواطن بقرة حلوب تبتزه متى شاءت وأنه قنطرة للوصول للحكم لاغير.
وأخيرا أود القول أن أبناء إقليم الحسيمة أبانوا عن حس وطني عال وعن شعور كبير بالفخر للإنتماء لهذا الوطن الكبير الذي يحمل بين طياته مختلف أطياف المجتمع المغربي,فقد كانوا بحق في الموعد ونظموا لقاءات جماهيرية بالآلاف دون أن تحصل أي مناوشات أو خروقات أو إنفلاتات ,رغم كيد بعض وسائل الإعلام الملتحية التي سارعت إلى مهاجمة سكان الريف وإتهامهم بدعمهم للإنفصال ,إلا أن الوقائع الحاضرة من هناك كذبت كل الإشاعات المغرضة المحبطة للمتظاهرين والمقللة من حجم الريف كمنطقة يفتخر بها كل مغربي سليم معافى من حقد العنصرية التي رسخها الإستعمار الإسباني والفرنسي في مواطنين كثر داخل هذا الوطن ,فرفع صور المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي هو مفخرة لكل المغاربة ,فهو يعتبر بحق رمز كل المغاربة الأحرار.
أما رفع علم الريف فهو تاريخ ,ويحدث ذاك في أعرق الديموقراطيات الأروبية وعلى سبيل المثال لا الحصر إقليم كتالونيا الإسباني بعلمه الذي يرفرف دائما بجانب العلم الإسباني ,فالإعتزاز بالنزعة المحلية فمردها بالأساس إلى عزة الإنتماء لهذا المغرب العظيم , وكفانا من التشكيك في وطنية الريفيين المغاربة,فوطنية أهل الريف لاغبار عليها ,وأهل الريف أهل كفاح ونضال حقيقي والتاريخ شاهد على ذلك ,فعلى الجميع أن لاينظر إلى الريفي على أنه نصف وطني بل على العكس من ذلك,ففي نظري فمرد ذلك إلى سوء الفهم الكبير الحاصل بين قوى المركز ومختلف المدن المغربية بطبيعة وسيكولوجية الإنسان الريفي لاغير.
وفي إنتظار ماستسفر عنه نتائج التحقيق, نتمنى أن لايكون هناك ضحايا أخرون على غرار ماوقع للشهيد محسن فكري ,وأن يستفيدوا مسؤولوا هذا الوطن مما وقع وأن يضعوا المواطن كأولوية في تحقيق العدالة الإجتماعية بجعلها آلية كفيلة لمواجهة كل أنواع الفقر والأمية والبطالة, وحتى يحس معها المواطن المغربي الذي يعيش في ظل المملكة أنها تتحرك نحو الأفضل ويستفيد هو الآخر من التنمية التي تعرفها البلاد في مختلف البنيات التحتية ,أما وإن إستمر الوضع على هذا الحال في تنمية الحجر ونسيان البشر فمن الضروري أن يشهد قطار التنمية وقفات وعثرات ووقفات نحن في منأى عنها وأن تنشد الدولة المغربية في مناطق الريف سياسة حقيقية ومستدامة تصل نتائجها لذلك المواطن البسيط المثقل بهموم الحياة.
كاتب المقال: إسماعيل أجرماي
هل ستبدأ مؤامرات أهل الشر علي الأرض
ردحذف( المغضوب عليهم و الضالين التابعين من الأغبياء السذج من شعوب الأرض )
هل أبرهــــــــــــــــــــــة تتــــــــــــــــــــــار العصــــــــــــــــــــــر وصل للمغرب العربي
https://www.youtube.com/watch?v=_ERFXIntNhQ
https://www.youtube.com/watch?v=dys_499PJlc