تشهد الحياة السياسية المغربية في الشهور الأخيرة حملة مسعورة غير محمودة النتائج في ما
هو قادم من أيام٬ فالكل يتسابق من أجل تزكية الأشخاص ذووالنفوذ والجاه والشعبية٬ فجل
الاحزاب المغربية تناست أغانيها المشروخة عن الديموقراطية الداخلية التي تميزها وتناست
كل المناضلين الذي يكابدون العناء من أجل الارتقاء بأحزابهم ٬ وخاصة الاحزاب التي تصف نفسها بانها الانظف والاكثر ديموقراطيه في الساحة الا ان الواقع كذب كل السياسيين اللاهثين وراء المقاعد البرلمانيه بكل السبل المشروعة وكذا غير الشريفة والمتجلية في تزكية اشخاص لاعلاقة لهم بالحقل السياسي وهذه الحالة كانت بالامس القريب في الانتخابات التشريعية الا انها انها كانت جد محدودة ومعقولة الى حد ما اما الان وفي انتخابات حكومة 2016٬ فان الامر يعدو وكان هناك وصفة خارجية تدخلت في الشان السياسي المغربي من اجل توجيهه والتحكم فيه.
جلالة الملك في خطابه الاخير بمناسبة ذكرى عيد العرش خاطب معشر السياسيين بالتعامل باخلاق سياسية رفيعة ووضع هموم المواطن المغربي كاولويه في التدبير الحكومي ووصف جلالته الوضع السياسي ابان فترة الانتخابات كانها القيامة تقوم٬ وبالفعل حيث لم يمضي على خطابه الشهر سارعت مختلف الاطياف السياسية الى التجييش للانتخابات بطرق غير سياسية بالمرة متجاهلين كلام الرئيس الفعلي للدولة وضامن دوام استمراريتها.
الجديد كما قلنا سابقا دخول اشخاص بتوجهات دينيه اشخاص ارتموا من عالم الدعوة الى عالم السياسة ولعابهم تسيل لنيل المناصب والجاه حيث كثيرا ما ناداو اتباعهم بالزهد في الدنيا وانتظار العيش الرغيد في الحياة الاخرة٬ ومنهم من كان قبل سنوات قلال يحرم العملية الديموقراطية برمتها ويعتبرها من الموبقات٬ بطبيعة الحال سيقول قائل انها المراجعات الدينية التي اقدم عليها الشيوخ اعطتهم الفرصة لخوض هذه الانتخابات كغيرهم من مواطني الوطن وتحقيق الاندماج الكلي في الحياة السياسية لسلفيي المغرب.
اجتمع رئيس الحكومة في اخر اجتماع له مع وزارئه تحدث على ان القيامة لم تقم بعد ولي الحق في ان اتسائل هل رئيس الحكومة يرسل تهديدا مبطنا الى جهات في القصر؟ هل يقصد ان احتلاله مراكز غير التي يطمح اليها حزبه ستودي بقيام قيامة حقيقيه؟ كلها تساؤلات تحتمل الخطا ومن الممكن ان تكون هناك احتمالية لصوابها.
وللعودة للمشاركة الضخمة لسلفيي المغرب في مختلف الاحزاب وبالخصوص٬ الحزب الحاكم وحزب الاستقلال وحزب الحركة الديموقراطيه الاجتماعية٬ فان مايبعث على الريبة ما تضمنته مجموعة من التقارير الامريكيه التي تعنى بالشان السياسي المغربي والصادر عن مكتب المرشحه للرئاسيات الامريكيه هيلاري كلنتون خلال شهر ابريل المنصرم٬ والقائل بكون حزب العدالة و التنميه سيتصدر الانتخابات متبوعا بحزب الاستقلال اهو اختراق للشان السياسي المغربي من طرف الاداره الامريكيه؟ ام مجرد صدف ليس الا ؟ومايزكي هذا الطرح ماذهبت اليه تقارير اعلاميه مغربيه خلال الشهرين الماضيين من اجتماع مغلق لحزب النخلة مع المسؤول الامريكي الاول المكلف بالشؤون السياسية بالسفارة الامريكية والذي اوصى بضرورة ادماج اكبر عدد ممكن من السلفيين وترشيحهم في انتخابات اكتوبر٬ اهي الصدفة كذلك؟.
جلالة الملك خلال خطابه المزلزل في القمة الخليجية والذي تحدث عن نظرية المؤامرة التي تتعرض لها البلاد من طرف الادارة الامريكية هل هي صدفة كذلك؟.
اظن ان القصر على علم بكل مايحاك من مؤامرات لاختراق للحقل السياسي وكذا للتقسيم التي يراد للمغرب ان يكون كما المشرق٬ والمغرب اثبت عبر التاريخ شعبا وملكا انه دائم الانتصارات ضد كل من يريد المس بسلامة الوطن والمواطنين او التدخل في شؤونهم الداخلية.
إسماعيل أجرماي
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق