يتربّع «غوغل» و«فايسبوك» على عرش المواقع الأكثر استخداماً في العالم. يعود ذلك ربّما، لسهولة استخدام الموقعين، أو للخدمات التي يوفّرانها... ما يجعلهما «يستعمران» بلداناً عديدة الكترونياً، على خريطة العالم. ولكنّ هناك بلداناً لم تقع بعد بالكامل تحت «استعمار غوغل»، ولم يدخلها «انتداب فايسبوك».على سبيل المثال، يحظى محرّك البحث «بايدو» بتأييد شعبيّ كبير في الصين، حيث يسيطر على 80 في المئة من سوق الانترنت هناك. وتمتدّ سيطرته لتطال كوريا الجنوبيّة أيضاً. وفي روسيا، يطغى محرّك البحث «ياندكس» على أرض المعارك الإلكترونيّة، بينما لا يزال موقع «ياهو» يتمتّع بسطوة في كل من اليابان وتايوان.كلّ هذه المعلومات نشرها قسم «جغرافيا المعلومات» في «معهد أوكسفورد للإنترنت»، معتمداً على إحصائيات موقع «أليكسا»، حول أكثر المواقع زيارةً على الصّعيد العالمي. وشملت تلك الدراسة «سكّان الإنترنت» في 120 بلداً، لتخلص إلى خريطة تحت عنوان «عصر إمبراطوريات الإنترنت». الخريطة التي أعدّها مارك غراهام وستيفانو دي ساباتا في آب الماضي، تشير بوضوح إلى سيطرة «غوغل» على 62 بلداً حول العالم، مع أكثر من مليار مستخدم، وتقع الولايات المتّحدة الأميركية، وكندا، وأستراليا والهند وأسبانيا تحت هذه السّيطرة.«فايسبوك» من جانبه، لا يزال متأخّراً على الخريطة العالميّة. فرغم سيطرته المطلقة على 50 بلداً على خريطة العالم، وفي مقدّمتها المكسيك والفيليبين ومصر وباكستان، لكنّه يقع في الترتيب الثالث عالمياً، بعد «غوغل»، و«بايدو». ويعود هذا التأخير إلى أنّ عدد جنود «فايسبوك» من المستخدمين يبلغ 280 مليوناً، بينما جنّد موقع «بايدو» حوالي نصف مليار مستخدم لمصلحته في الصين وكوريا الجنوبية وحدهما. مع العلم أنّ هاتين الدولتين تمتلكان أكبر «كثافة سكّانية» على الإنترنت.يندرج لبنان ضمن البلدان التي ينتدبها «فايسبوك». في المقابل، حجبت عن الخريطة معلومات حول استخدام الإنترنت في بعض البلدان، مثل دول السّاحل الأفريقي، وسوريا.«فايسبوك» معرّض لخسارة معركة السيطرة على العالم أمام «غوغل»، إذ انّ 36 بلداً من أصل 50 يسيطر عليها «فايسبوك»، تُناصر معارضتها الإلكترونية «غوغل». بينما يحوز «يوتيوب» التابع لشركة «غوغل» على شعبيّة كبيرة في 14 دولة أخرى تقع تحت سيطرة «فايسبوك».تخلص دراسة «أوكسفورد» إلى أننا في بداية عصر الإمبراطوريّات الإلكترونيّة، لكنّها تشير إلى أنّ البلدان التي رفضت الخضوع لاستعمار «غوغل» و«فايسبوك»، قد تساهم في إطلاق شركات أخرى، تسيطر على كيفيّة وصولنا إلى المعلومات على مدى سنوات طويلة مقبلة. في معرض تناولها للدراسة، سألت كاثرين ترايويك في تدوينة على موقع «فورن بوليسي»، عن الآثار المترتّبة على سيطرة شركات قليلة على المعلومات... فهل ستولد حركة «مقاومة» لاستعمار «غوغل» و«فايسبوك»، أم أنّ هاتين الشّركتين الأميركيّتين احتلّتا الفضاء الإلكترونيّ إلى غير رجعة؟
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق