الولايات المتحدة تحارب الثعابين بالفئران

تنوي طائرات هليكوبتر أمريكية رمي عدد كبير من الفئران الميتة، الـ"محشوة" بمادة الاسيتامينوفين المسكنة، في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ. وذلك حسبما أفادت حكومة الولايات المتحدة، في محاولة لوقف نمو أفاعي البويغا البنية، التي تسببت في إبادة الطيور على الجزيرة.
ومادة الاسيتامينوفين، تعتبر بالنسبة لهذه الثعابين سامة جدا، في حين أنها غير مؤذية للبشر.ويقول دانيال فايس، مساعد رئيس الخدمة في وزارة الزراعة الأميركية لحماية النباتات والحيوانات في هاواي وجوام وجزر المحيط الهادئ "في الواقع، فإنه لم يعد هناك مكان واحد تتسبب فيه الثعابين بالمشاكل، كما هو الحال في غوام" .وقد تم جلب ثعابين البويغا إلى غوام، من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على متن سفن تابعة للبحرية الأمريكية، بعد وقت قصير من نهاية الحرب العالمية الثانية .والجزيرة الآن، تعتبر موطنا لحوالي مليونين من هذه الزواحف. التي تضر بالنباتات والحيوانات، كما أنها تتسلل إلى المنازل وتعض سكان الجزيرة، فضلا عن زحفها وتعلقها بأسلاك الكهرباء، ما يؤدى إلى تعطل إمدادات الطاقة. وعلى الرغم من أن البويغا سامة، فهي ليست خطرا على البشر .إلا أن معظم الطيور التي تعيش على الجزيرة، غير محمية ضد هذه الزواحف المفترسة، التي تقوم بهجماتها غالبا في الليل. الأمر الذي أدى خلال عقود قليلة فقط، بعد غزو الثعابين، إلى اختفاء جميع الطيور تقريبا من الجزيرة .ويبلغ متوسط طول البويغا البنية مترا واحدا عادة، إلا أنها يمكن أن تنمو لتصل إلى ثلاثة أمتار .وستشن المروحيات الامريكية "غاراتها الجوية" ضد الأفاعي بالقرب من قاعدة "أندرسن" الجوية في غوام. وسيقوم الطيارون برش الفئران يدويا في جحورالثعابين .وقد طور علماء الولايات المتحدة عملية إبادة أفاعي البويغا باستخدام الفئران المسمومة ، لأكثر من عشر سنوات، جنبا إلى جنب مع وزارتي الدفاع والداخلية. وكي لا تأكل الحيوانات الأخرى أو الحشرات ، فقد قام العلماء بوضع الفئران داخل أغشية خاصة، ستعمل لدى سقوطها من طائرة الهليكوبتر، على تعلقها في فروع الأشجار والنباتات الكثيفة، التي تعج بهذه الثعابين .ومن المقرر أن يبدأ "الهجوم الفئراني" على أفاعي البويغا في نيسان/أبريل أو أيار/مايو من هذا العام. والغرض من العملية ليس القضاء نهائيا على الثعابين، وانما مراقبة وكبح جماح التكاثر في أعدادها.