adstop


الشرق الأوسط يستبدل الصراع على النفط بحروب مائية

إن الخطر الأكبر الذي يمكن أن يواجه البشرية في القريب العاجل هو نقص الموارد المائية. ويبدو من الوهلة الأولى أن حجم المياه على كوكب الأرض كبير، إلا أن 97% من الاحتياطي الإجمالي هي من المياه المالحة والنسبة المتبقية يمكن توزيعها على الشكل التالي: 2% هي من الجليد المتشكل في منطقة غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية و1% نسبة المياه العذبة المتبقية تحت تصرف البشرية. وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن حجم المياه العذبة المستهلكة سيكون على مستوى واحد مع حجم المياه العذبة المتوفر على كوكب الأرض بحلول عام 2030.
ينخفض مستوى المياه في الأنهار الرئيسية على سطح الأرض، ويربط العلماء هذا الجفاف بتغير المناخ ويحذرون من أن آثاره سوف تصبح أكثر وضوحاً مع تزايد عدد السكان. أما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط فالوضع هناك مأساوي بسبب النقص الحاد في الموارد المائية، ومشكلة المياه تلقي بظلالها على العلاقات المعقدة أصلاً بين دول المنطقة. ووفقاً للنتائج التي خلصت إليها المسابر الفضائية لوكالة ناسا الأمريكية فإن حجم المياه العذبة انخفض بمقدار 144 كم مكعب في حوض نهري دجلة والفرات خلال السنوات العشر الماضية، وللمقارنة يمكن تشبيه هذه الكمية بحجم البحر الميت. إليكم تعليق ميخائيل بولغوف رئيس مخبر المياه السطحية التابع لمعهد الموارد المائية في أكاديمية العلوم الروسية الذي تحدث قائلاً:هذه المنطقة كما هو معروف صحراوية وتعتبر هذه الأرقام بالنسبة لها ضخمة جداً، فعلى سبيل المثال إذا حدث مثل هذا الوضع في حوض نهر الفولغا لانخفض مستوى بحر قزوين بنسبة مئة متر. على الأغلب الرقم 44 متر مكعب مبالغ به قليلاً لأنه من الصعب تقدير حجم فقدان الماء عن بعد وعلى الأغلب أنه تمت رؤية انخفاض مساحات المستنقعات والأراضي المروية من الفضاء.حتى وان كانت هذه الإحصائيات مرتفعة قليلاً إلا أن مشكلة المياه تعتبر أمراً حيوياً للمنطقة، واليوم كما نرى ليس هناك تنسيق سليم في توزيع الموارد المائية في الشرق الأوسط، علماً أنه لا أحد من دول المنطقة يلتزم بالاتفاقيات المبرمة في السنوات الماضية في الوقت الذي أصبح من غير المجدي إبرام اتفاقيات جديدة. أما البلدان الواقعة على الضفاف العليا من الأنهار فتسعى لاستخدام أكبر قدر ممكن من المياه لأغراض خاصة وهذا بدوره يحد من الجريان السطحي ويؤدي إلى تلوث المياه. ويحدثنا المحلل السياسي العراقي طارق حرب عن المشاكل القديمة في مجال استخدام المياه بين تركيا والعراق قائلاً:لا تسمح القضايا السياسية العالقة في الشرق الأوسط بمعالجة المشاكل الاقتصادية الملحة، في حين تقوم البلدان المتقدمة باستخدام التكنولوجيا المتطورة التي تعمل على توفير المياه لكن هذا يتطلب رأس مال كبير واستثمارات كبيرة من أجل تطوير وتحديث هذه المجالات. من الواضح أن بلدان الشرق الأوسط غير مستعدة لتوجيه قدراتها لتسوية هذه المشكلة الهامة ولكن إذا ما تم الوضع على حاله فإن عواقب انخفاض احتياطي المياه يمكن أن تكون وخيمة للمنطقة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
وجهتكم © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top