لقد أوجدت الخطط التي وضعتها الولايات المتحدة عام 1974 معيارا للمفاوضات مع الدول الغنية بالنفط وأوجدت سوابق جديدة في القانون الدولي، ولكن الدور الأشد تخريبا كان في السماح للسعودية بالقيام بتمويل الإرهاب الدولي بدءا من الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن العشرين حيث أسهمت السعودية بما قدره 3,5 مليار دولار للجهاديين غير أن شراكة الولايات المتحدة والسعودية ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير.ففي العام 2003 أجرت صحيفة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" دراسة موسعة بعنوان "العلاقة السعودية" راجعت فيها آلاف الصفحات من سجلات المحاكم والتقارير الاستخباراتية الأمريكية والأجنبية وتوصلت إلى استنتاجات مفادها أن السعودية حليفة الولايات المتحدة والدولة الأغنى بالنفط في العالم أصبحت ومنذ زمن بعيد "مركزا" لتمويل الإرهاب في العالم.وأضافت الصحيفة أن اللجان الخيرية السعودية شبه الرسمية وبعد صدمتي الثورة الإيرانية والتقارب الأفغاني السوفييتي أصبحت المصدر الأول لتوميل حركات الجهاد التي راحت تنمو بسرعة فائقة وكان المال السعودي يُستخدم في حوالي 20 بلدا لتشغيل معسكرات تدريب ولشراء السلاح وتجنيد الأعضاء الجدد في هذه الحركات مشيرة إلى أن السخاء السعودي كان يشجع المسؤولين الأمريكيين على غض الطرف وأن مليارات الدولارات أنفقت على شكل عقود وهبات ورواتب دفعت لطيف عريض من سفراء ومدراء محطات تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية بل وحتى لأعضاء في الحكومة الأمريكية تعاملوا مع السعوديين وأن تسجيلات إلكترونية التقطت تؤكد تورط أعضاء في الأسرة المالكة لا يدعمون القاعدة وحدها، بل ومجموعات إرهابية أخرى.والدليل الأكبر على العلاقة الخفية بين السعوديين والمسؤولين الأمريكيين ظهر بعد الاعتداء على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في أيلول 2001، حيث كشفت مجلة "فانيتي فير" الأمريكية في تشرين الأول عام 2003 عن العلاقة بين آل بوش وآل سعود وآل ابن لدن والتي تعود إلى عهد خطط العام 1974 وقالت المجلة إن "روابط شخصية وتجارية وسياسية وطيدة تربط منذ أكثر من عشرين عاما بين آل بوش وآل سعود و...".والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أليست هذه العلاقة الطويلة هي التي ساعدت على إخراج بعض الأثرياء السعوديين ومن بينهم أعضاء في أسرة ابن لدن على وجه السرعة في التاسع من أيلول2001 من الولايات المتحدة على متن طائرة خاصة ؟
عن صوت روسيا
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق