
يعمل أكثر من مليون ونصف سجيناً في الولايات المتحدة في حقل الإنتاج يتقاضى الشخص منهم لقاء عمله أقل بعشرات المرات من العامل الحر دون أن يكون متوفراً لديه أبسط الحقوق المتوفرة للعمال
تُصنّف الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول بعدد السجناء وبنسبة استخدام قوة عملهم أيضاً. تذكر معطيات المنظمات الحقوقية وخاصة هيومن رايتس وتش بأن ثلاثة أرباع القابعين وراء القضبان في الولايات المتحدة الامريكية يعملون. وحتى أنه في العشر سنوات الأخيرة صارت قوة العمل هذه تؤجر لشركات مثل آي بي إم وإنتيل وبوينغ وموتورولا ومايكروسوفت وهوندا وغيرها.
قبعَ وراء القضبان حتى نهاية العام2011 مليون ونصف إنسان بحسب مكتب الإحصاء القانوني الأمريكي. ولكن، الإحصاء الذي يدور الحديث عنه يتعلق بالسجون الفدرالية فقط، دون الأخذ بالإعتبار سجون الولايات وكذلك السجون الصغيرة أو الخاصة، التي إن تمّ حساب النازلين فيها لوصل الرقم إلى أكثر من 2 مليون سجيناً. ويصبح عدد العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية من السجناء وحدهم أكثر من مليون ونصف مليون شخصاً، ما يوازي عدد السجناء في الصين. ولكن في الصين للمقارنة يعيش سكان أكثر بأربعة أضعاف من الولايات المتحدة الأمريكية.تترك الأزمة الإقتصادية بصماتها على الوضع، وقد يكون موضوع تأجير السجناء مرتبطاً بهذا الأمر- يتحدث المحلل في المعهد الروسي للتطور المعاصر نيكيتا ماسليننيكوفيدل الشيء القائم طبعاً على تفاحل الازمات المالية في الدولة، ليس على الصعيد الفدرالي، وإنما على صعيد الولايات، التي يخضع القسم الأكبر من السجون لإشرافها، والتي تعاني ميزانياتها من نقص شديد. ولهذ تقوم السلطات فيها بالبحث عن مصادر لتغطية النفقات أو بكلام آخر للإقتصاد بالمصروفاتعمل السجناء في الولايات المتحدة دائماً ولم يكن أحد يظن أن تكون حياتهم في السجون للراحة. ولكن، في السابق كان السجناء يبنون الطرق ويحفرون الأقنية والأنفاق ويركبون العوارض. وكان قلة منهم يعملون في الخياطة.تقوم الشركات التي تعتمد على عمل السجناء في الوقت الحالي بتغطية 90% من حاجات وزارة الدفاع من الخوذ والدروع الواقية من الرصاص والملابس والأواني وأجهزة وأدوات المطابخ الميدانية. ويقومون أيضاً بإنتاج حتى ثلث احتياجات الوزارة من التقنيات المنزلية والأثاث وهم يحزمون السلع في معامل المايكروسوفت ويجمعون السيارات في هوندا ويصلحون التقنيات وآلات التصوير في كونيكا ويخيطون الملابس العصرية لمحلات الملابس الراقية.يؤكد أنصار هذه الطريقة من التعامل مع السجناء بأنّها تعطي السجين إمكانية تعلم حرفة، يساعده ذلك على الإبتعاد عن ماضيه المرتبط بالجريمة. ولكن هذا المنطق هو الذي كان يتعرض للإنتقاد من الولايات المتحدة نفسها إذا دار الحديث فيه عن دول أخرى.معارضو هذا المنطق ينطلقون من أنّ أجر السجين عن عمله أقل بعشرات المرات من الشخص الحر، في الوقت، الذي لا يتمتع فيه السجناء بأية حقوق. لنجد في المحصلة أن السجناء الأمريكيين ما هم إلاّ فرقة ضخمة من العبيد.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق