يشهد العالم بأكمله،ومن غير استثناء،تحديات أمنية جد خطيرة،بفعل التوجهات العالمية الكبرى الساعية للهيمنة الأقتصادية بالدرجة الأولى على كل مقدرات دول العالم، خصوصا،العربية،ولما انتهت الحرب الباردة الى ماانتهت اليه من نتائج وخيبات أمل ونكوص للأتحاد السوفياتي سابقا،انتهى الامر بسقوط جدار برلين،معلنا،نهاية هذا الاتحاد الذي انهكته الحرب الافغانية،ودخول الدب الروسي،لمرحلة السبات الشتوي الذي طال لأزيد من خمسة عشرة سنة،تحولت فيها روسيا للبناء الداخلي للعودة بقوة وأفضل مما كانت عليه في السابق.
أمريكا استغلت تفردها بالسيطرة على العالم وقامت بماشاءت وأرادت بدول كأفغانستان والعراق ،بتهمة محاربة الارهاب العالمي في الأولى والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في الثانية،فدمرت أفغانستان أشد تدمير ونكلت بسكانها أشد تنكيل،وسيطرت على سوق الأفيون وعلى الطرق الدولية للتهريب ،وأصبحت أمريكا المتاجرة الأولى بمادة الكوكايين عبر العالم ،حاصدة ملايير الدولارات،نفس التوجه فعلته بالعراق ،واختلف الحال من مادة الأفيون لامتصاص الثروات النفطية وتوقيع عقود طويلة الأمد لشركات حصرية ساهمت في تمويل الحرب ،دون الحديث عن النهب لكل الاثار الخاصة بحضارة العراق القديمة قدم التاريخ،وحولت العراق الى كتل طائفية ،تمقت بعضها البعض،عفوا،تقتل بعضها البعض بكل صدر رحب،وتحول المحتل الى حليف ،أما المواطن العراقي فأصبح لايؤمن الا بالدم كحل لمشاكله،كأنه بقتل أبناء جلدته ستحل مشاكله،وهذا ماجنته الحرب الأمريكية على شعب وحضارة العراق،ونجحت أمريكا في تصدير خطاب الطائفية نحو كل الدول الاسلامية بقوة،رغم عدم وجود أقليات دينية في بعض الدول،لكي تتطاحن فيما بينها.
خرج الجيش الأمريكي من العراق،لماقضى منها ماقضى،والذي لم يستطع القيام به، أجله، وأعد له العتاد والعدة،ورحل،ولعب لعبة المتحكم من بعيد،حيث وفر لمجموعة من الارهابيين بتشاور وتنسيق تام مع حاكم المنطقة الفعلي اسرائيل والوصي الأصلي،بريطانيا،وبمرور السنوات،خرج هذا البعبع الارهابي للوجود بتمويل خيالي،وبأسلحة متطورة وبأشخاص مبنجين لاهم لهم سوى القتل،وليس أي قتل،وانما القتل والذبح والنكح ،وقطع الرؤوس،والحرق وماالى غير ذلك من أبشع الصور التي لم نرى مثلها طيلة حياتنا من خلال مشاهدتنا للأفلام السينمائية العالمية.
كل هذا أفرزته سياسة الولايات المتحدة الامريكية لكونها استأثرت بالمنطقة وجعلتها خاضعة خانغة وفعلت مافعلته من جرائم انسانية ومن تدمير للذات العربية والاسلامية،كما قضت على حضارات،وساهمت في زرع الحقد والكراهية وكل مامن شأنه أن يجعل الشيطان سعيدا بمخبأه،انها سياسة الاستفراد وحكم الأقوى،فبوش الابن اعلنها خلال تسلمه مقاليد الحكم ،اما ان تكون معي اوضدي.
روسيا استفاقت من غفوتها،واستفادت من دروسها وعادت بالفعل قوية كما كانت،ووقفت سدا منيعا،تجاه الأطماع الامريكية،ونافستها بضراوة حفاظا على مصالحها الاقتصادية مع الدول الصديقة،وذاك مايحصل بالأراضي السورية،انها الثنائية العالمية الجديدة التي لامحالة ستكون أفضل لنا من أن يستفرد بالعالم قوي واحد،فالدول العربية والاسلامية في أحلى" نومة "ولن تستطيع فعل شيء،الا الشجب والاستنكار في أفضل الحالات،لأنها أرادت الذل ،والانبطاح.
ولكون روسيا،ساهمت في جعل النظام السوري يفوز بمعركة حلب،ويعمل على استعادتها من يد الارهابيين،رغم الماسي الانسانية التي حصلت ،فان الدول الحليفة لأمريكا ستعمل لامحالة على تحريك الجماعات الارهابية النائمة بالداخل الروسي،لضربها بقوة،والعمل على زعزعتها من الداخل من أجل الابتزاز على مراجعة مواقفها من القضية السورية والتنازل عن بعض الاماكن الاستراتيجية لصالحها،والاطالة في عمر ابنها غير الشرعي ،داعش ،خدمة لأجندة مستقبلية يتم التجهيز لها.
ختاما ،ان صعود روسيا من جديد وبروز قوة اقتصادية كالصين التي قال حولها نابليون بونابرت قولته الشهيرة" دعوا التنين نائما لأنه ان استيقظ هز العالم" ، سيجعل من أمريكا وحلفائها يعملون على مراجعة مخططاتهم حتى تتماشى مع مصالح الوافدين الجدد في الساحة العالمية وبقوة.
اذن،نحن معشر العرب الأفضل لنا تواجد قوى عالمية متصارعة على مصالحها، أفضل من تواجد حاكم مستأثر بحكم العالم لوحده،ورغم مافعلته الالة الحربية الامريكية بالشعوب العربية المستضعفة ،فانه لازال هناك من يؤيد سياسات أمريكا المتهورة بالمنطقة ، وبالمنطق الطائفي المقيت الجديد الذي لاأحبذه، لكن عشاقه كثر وفي تزايد مستمر،فأمريكاواسرائيل سنيتين،لكون مصالحهما تتماشى مع الدول السنية،وروسيا الاتحادية وحلفائهم الصينيين وغيرهم من الأعاجم، شيعة.
إسماعيل
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق