ألقي القبض مطلع الشهر الجاري على روس أُلبريخت، أو كما يُعرف باسمه المستعار "ديد پيرِت روبرتس"، المشتبه فيه الأول بإدارة "سيلك رود"، أكبر سوق سوداء لتجارة المخدرات على الإنترنت. وتم إغلاق الموقع الذي استضافته "تور"، الشبكة المجهولية التي تُستخدم لإخفاء الهوية على الإنترنت وتصفّح المحتوى المحجوب. وعلّقت مدونة "تور" قائلة إنه "لا يوجد حتى الآن ما يستدعي القلق بشأن اختراق شبكة أو برنامج تور".واستخدم "سيلك رود"، ومواقع أخرى شبيهة، شبكة "تور" مفتوحة المصدر وعملة بيتكوين الافتراضية لبيع المخدرات بجميع أنواعها على مدار عامين ونصف العام منذ نشأة الموقع في فبراير/شباط 2011. وصادر مكتب التحقيقات الفِدرالي من حسابات الموقع قرابة تسعة ونصف مليون بيتكوين، أي ما يعادل حوالي 1.2 مليار دولار أميركي. واتُهم روس بتجارة المخدرات والقرصنة وغسيل الأموال والتواطؤ بالقتل. ويُذكر أنه قبل شهرين من القبض عليه، كان قد أجرى مقابلة هي الأولى من نوعها مع مجلة فوربس. اختراق جدار "تور" الحديدي وقال مكتب التحقيقات إن المشتبه فيه قام ببعض الأخطاء التي مكّنت عملاء المكتب السريين من الكشف عنه. وأوضح بيان الاتهام الذي قدمه المكتب أن بعض العملاء استخدموا الموقع لشراء المخدرات أثناء محاولات تعقّب القائمين عليه. وكشفت بعض تسريبات وكالة الأمن القومي الأميركي، والتي نشرتها صحيفة الغارديان، أنه تم اختراق حسابات بعض مستخدمي "تور" في الماضي من خلال ثغرة في متصفح فايرفوكس. واعتبر القائمون على "تور" أن هذا أمر إيجابي كون الثغرة تقتصر على متصفح خارجي ولا تمتد لتشمل شبكة تور نفسها، والتي "لا يمكن تحليل حركة المرور الخاصة بها، أو تتبّع مستخدميها من قِبل السلطات"، بحسب المدونة.ولكن هناك طرق أخرى لتتبّع مستخدمي "تور"، منها الإعلانات التي تزرعها وكالة الأمن القومي الأميركي لإيقاع المستخدمين المستهدفين، كما اقترحت هذه المقالة، فضلًا عن أن كل المواقع التي تحتفظ بالملفات التعريفية، أو الكوكيز، وهي بيانات غير مشفّرة بطبيعة الحال، تعرّض مستخدمها للتتبّع من قِبل الجهات الخارجية، بما فيها الوكالات الحكومية، حتى لو كان هذا الشخص يستخدم "تور". و تقول المدونة إن استخدام الشبكة بمفردها دون إجراءات وقائية أخرى "لن يجعلك بمعزل عن المراقبة". وعلّقت وكالة الأمن القومي قائلةً إنها لا تستهدف سوى "الخارجين عن القانون والإرهابيين". ولكن تبدو مجهودات الوكالة لاختراق "تور"، إن صحّت هذه التسريبات، مناقضة لجهود هيئة حكومية أميركية أخرى، وهي وزارة الخارجية التي تموّل "تور" لحماية النشطاء السياسيين من بطش الحكومات القمعية في بلاد مثل الصين وإيران وسوريا والبحرين. وسألنا وزارة الخارجية الأميركية عن تعقيبها، ولكنها لم تعلق حتى وقت كتابة هذه المقالة. كيف يعمل "تور"؟نشأت شبكة "تور" في عام 2002 برعاية معمل أبحاث البحرية الأميركية. والحكومة الأميركية لا زالت هي أكبر ممولي مشروع "تور"، حيث تسهم بأكثر من 80% من ميزانيته. ويعمل "تور" عن طريق التوسّط بين المتصل والموقع الهدف لإخفاء بيانات الاتصال عبر تمريريها في عدة عُقد متعاقبة لتشفيرها، فيما يُعرف بالتوجيه البصلي، وهو الأمر الذي يُصعِّب من تتبعها أو التنصت عليها. وجسور الاتصال بخوادم "تور" مجهولة ومتجددة باستمرار، إذ يمكن دومًا توليد جسور جديدة تلقائيًا. والشبكة مصممة لمنع أي شخص، حتى المؤسسين أنفسهم، من تتبُّع نشاط المستخدمين. مستقبل "تور"ويبدو مستقبل "تور" على المحك، ولكن القائمين على المشروع يقولون إن "هذه الهجمات المتوالية على الشبكة تذكرنا أنه يتعين علينا، مجتمع الإنترنت العريض، مواصلة العمل لتحسين أمن المتصفحات وتطبيقات الإنترنت العامة". وبالرغم من المحاولات المضنية لتعقّب مستخدمي "تور"، وخصوصًا من قِبل الأجهزة الحكومية، أشار تسريب منفصل نشرته الغارديان أن وكالة الأمن القومي ما زالت تعتبر "تور" أنه "ملك الخصوصية على الإنترنت بلا منازع".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق