"ربنا يستر"، أول ما يتبادر إلى ذهن المصريين عندما تسألهم عن توقعاتهم لما سيحدث يوم 30 يونيو 2013. الخوف والقلق هما سيد الموقف في الشارع المصري، سواء أتعلق الأمر بالمؤيدين للرئيس أم المعارضين له. الكل يخشى أن تسفر المظاهرات عن عنف ودماء تملأ شوارع مصر المحروسة، حتى أن الجيش المصري حذر من العنف وأعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن القوات المسلحة ستتدخل لمنع الاقتتال الداخلي، وأكد أن الجيش لن يصمت أمام "تخويف وترويع المصريين"، داعيا القوى السياسية لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، خلال فترة الأسبوع الباقية قبل مظاهرات 30 يونيو.ودعت حركة "تمرد"، وهي حركة مصرية بدأت في جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس المصري، إلى تنظيم تظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو، في ذكرى مرور عام على تولي محمد مرسي رئاسة مصر، للمطالبة بإسقاط الرئيس، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتعيش مصر الآن لحظات من الترقب في انتظار اليوم الموعود، خاصة مع بدء إرهاصات للعنف والتظاهر في الشارع قبيل ذلك اليوم.جلد سميكالسؤال الرئيسي اليوم على ألسنة المصريين هو "ماذا سيحدث يوم 30 يونيو"؟ محمد، سائق تاكسي، بدأ حديثه معي قائلا: "ما فيش حل غير النزول يوم 30، هذا هو الرد الوحيد على الإخوان". لكنه استطرد قائلا : "أعلم أن الإخوان المسلمين جلدهم سميك، وربما لن تؤثر فيهم المظاهرات لكن لا يوجد طريق آخر."محمد كان من عاصري الليمون الذين اضطروا إلى انتخاب محمد مرسي، بدلا من انتخاب الفريق أحمد شفيق، باعتباره واحدا من رجال النظام السابق، لكنه يندم اليوم على اختياره، ويؤكد أن النزول إلى الشارع اليوم أصبح فريضة، وهو الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام، وإن كان في نفس الوقت لا يتوقع نجاح المظاهرات في تحقيق هدفها، لأن جماعة الإخوان المسلمين "ليست سهلة"، وستتجه إلى العنف على حد قوله.الدم في الشارعلا يستطيع أحد في مصر التنبؤ بنتيجة مظاهرات 30 يونيو. من يدعو لها لديه أمل في نجاحها في إسقاط النظام وتحقيق أهدافها، ومن يعارضها يعتقد أنها لن تسفر عن شيء، ويهدد ويتوعد من يجرؤ على النزول إلى الشارع.وفي خطوة استباقية نظمت الأحزاب الإسلامية، مليونية لتأييد الرئيس المصري يوم الجمعة الماضية، هاجمت بل وكفرت من يدعون إلى التظاهر يوم 30 يونيو، واستعرضت قوتها في الحشد، في محاولة لإرهاب الأصوات المعارضة، وهو ما يعتبره هاني عبد الفتاح، محاسب، دليل على خوف هذه الأحزاب من المعارضة، ويقول: "لو كانت الأحزاب الإسلامية ترى أن المظاهرات لن يكون لها تأثير حقا، إذا فلماذا كل هذه الاستعدادات والحشود، هم يخشون المعارضة ويعلمون أننا سننجح."أما ماهر حسن، صحفي، فكان أول رد يتبادر إلى ذهنه عند سؤاله عما سيحدث يوم 30 هو :"لا أعرف لكن أكيد في دم كثير"، مشيرا إلى مخاوفه من تحول المظاهرات إلى مواجهات عنيفة بين مؤيدي ومعارضي النظام، خاصة وأن المؤيدين هذه المرة من الجماعات الإسلامية التي اعتادت في السابق ممارسة العنف.حلاوة روحورغم إصراره على المشاركة في المظاهرات إلا أنه لا يؤيد كل مطالبها، ويقول محمود متولي، مونتير، "أنا سأشارك في المظاهرات رغم علمي أنها لن تسفر عن شيء، فالنظام لن يسقط، لكنني أشارك حلاوة روح"، مشيرا إلى أنه يرفض المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، لأن وصول أي رئيس من خارج التيار الإسلامي للحكم الآن، سيحشد معارضة إسلامية كبيرة ضده، ستتظاهر في الشارع ضده وضد أي قرار يتخذه، وهذا لن يمكنه من العمل، لذلك فمن الأفضل بقاء مرسي في الحكم وإنهاء مدته القانونية، حتى لا يعود الإسلاميون مجددا إلى السلطة.أما عبير محمد، ربة منزل، فكانت ترى أن المظاهرات لن تغير من الواقع شيئا، وأن مرسي لم يرحل بمثل هذه التظاهرات، وقالت: "الإخوان ينتهجون سياسة النفس الطويل، فهم يسمحون للمعارضة بالتظاهر حتى يملوا من الوقوف في الشارع، لكنهم لا يفكرون في الاستجابة لأي من مطالب المعارضة"، مؤكدة مخاوفها من انتشار العنف والفوضى في الشارع في أعقاب هذه المظاهرات.حرب على الإسلامواتفق معها خالد حسين، بائع، في أن الإخوان لن يرحلوا يوم 30، وقال: "المعارضة لم تمنح الرئيس فرصة للعمل، وتريد انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا غير صحيح، يجب إعطاء الرئيس فرصة"، مشيرا إلى أن مايحدث الآن هو حرب على الإسلام، تدعمها الدول الخارجية وفلول النظام السابق، لكنها "لن تنجح في تحقيق أهدافها."وعلى النقيض، يرى أبوبكر أحمد، تاجر، أن مرسي سيرحل يوم 30، وستنجح المظاهرات في إسقاط النظام، مدللا على ذلك بسخط الشارع على حكم الإخوان المسلمين بعد عام واحد على وجودهم في السلطة.الكل يتحدث ويتساءل لكن لا يوجد أحد لديه الجواب، أو القدرة على التنبؤ بما سيحدث، الكل خائف بما في ذلك مؤسسات الدولة الرسمية التي تعقد اجتماعات يومية وعلى مدار الساعة لبحث الاستعدادات للمظاهرات، لكنها للأسف لا تبحث كيفية الاستجابة لمطالب الشارع المعارض، المهم بالنسبة لها هو تأمين المنشآت الحيوية والمظاهرات، وعدم اشتعال أحداث عنف في الشارع، ولتقول المعارضة ما شاءت في مظاهرات سلمية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق