أنشئت مكتبة الإسكندرية فى القرن الرابع قبل الميلاد، وظلت تؤدى دورها على امتداد ستة قرون كاملة، كمكان للقراءة ومركز للتعليم ومعهد للبحوث، ثم أصابها الهرم والجفاف وآلت إلى الزوال مع الاستعمار الرومانى.
ترجع شهرة مكتبة
الإسكندرية القديمة (ببلتيكا دى لى اكسندرينا) لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة فى العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين، ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا أنها حوت كتبا وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية، وبها حدث المزج العلمى والالتقاء الثقافى الفكرى بعلوم الشرق وعلوم الغرب، فهى نموذج للعولمة الثقافية القديمة التى أنتجت الحضارة الهلينستية حيث تزاوجت الفرعونية والإغريقية.ترجع شهرة مكتبة
وترجع عظمتها أيضا من عظمة القائمين عليها، حيث فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته، ولأنها أيضا كانت فى معقل العلم ومعقل البردى وأدوات الكتابة فى مصر، حيث جمع بها ما كان فى مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علم وأخيرا وليس آخرا تحرر علمائها من السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة، فالعلم فيها كان من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أو الدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لا عن دينه ولا قوميته.
وباختفاء المكتبة ضعفت ذاكرة الشعب المصرى وتدهورت حضارته، فنسى لغته القديمة وأمجاده وآدابه، حتى إن المسلمين حين فتحوا مصر لم يكن بين أهلها من يذكر عن ماضيها العريق شيئًا ذا قيمة، واستوعبت مصر الإسلامية حضارة الإسلام تمامًا وتمثّلتها وهضمتها بكشل جيد فى زمن يسير، وبعد ثلاثة قرون من الفتح الإسلامى كانت تضم “دار الحكمة” وألحقت بها مكتبة عظيمة أخذت اسم “دار العلم” كانت مخصّصة لدراسة فلسفة المذهب الشيعى، وظلت قائمه حتى مجىء الأيوبيين إلى الحكم، فقد أنشأ الخليفة المعز لدين الله الفاطمى (356هـ/996م) مكتبة عامة ألحقها بقصره، وكانت تضم مليونًا وستمائة ألف مجلّد فى الفقة واللغة وعلوم الحديث والتفسير والفلك والكيمياء.
تم إعادة إحياء المكتبة فى مشروع ضخم قامت به مصر بالاشتراك مع وكالة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، حيث تم بناء المكتبة من جديد فى موقع قريب من المكتبة القديمة. تم افتتاح المكتبة الحديثة فى أكتوبر 2002.
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق