أظهر العلم الحديث إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية في إقرار عدل المولى عز وجل في توزيع المياه على الأرض ونسبتها المقررة وأنه لا تجور سنة على أخرى في مقدار مطرها.وفي دراسة أجراها الدكتور شاهر جمال آغا أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة دمشق، أوضح أن الإعجاز الإلهي والنبوي الشريف، أخبرنا قبل ما يزيد عن 1400سنة أن ما يصل إلى الأرض من هطول محسوب بدقة ولا يتغير وسطياً من عام إلى آخر، وهو ما يعبر عنه في العلوم الجغرافية والعلوم الطبيعية بالتوازن الرطوبي والتهطالي.واستدل في ذلك بالحديث النبوي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، أن رسول الله قال: “ما من عام أمطر من عام ولكن يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ: ولقد صرفناه بينهم”، رواه الحاكم والبيهقي ورتبته موقوف دون مرفوع. وكذلك ما ورد في قوله “وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ” الزخرف: 11، وقوله “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” المؤمنون: 18.دليل الإعجاز:أوضحت الدراسة أن الله خص الأرض بغلافها الأرضي الجغرافي الذي تميزت به عن أترابها من الكواكب الشمسية وسواها المعروفة حتى الآن، وتتفاعل أجزائه بفعالية كبيرة وباستمرار مع بعضها البعض، وذلك عبر النقل المتبادل للطاقة والمادة، مما يجعل من الغلاف الأرضي الجغرافي كتلة طبيعية واحدة متكاملة، وللماء الدور الحاسم في إتمام عمليات النقل والتبادل لما لها من سمات وخصائص فيزيائية وكيميائية ينفرد بها.وأضافت أن الحديث أثبت الكم المحدود من الهطول السنوي بقوله “ما من عام أمطر من عام”، وأما قوله ـ عليه السلام ـ “يصرفه حيث يشاء” تعنى توزيع الهطول على سطح الأرض توزيعاً حدده رب العزة بشكل يحقق التوازن النطاقي والإقليمي على سطح الأرض، والتوازن الرطوبي المنطلق لتحقيق مختلف أشكال التوازن المادي والطاقي الأرضي، وعند الله كل شيء بمقدار (وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (الرعد: 8).واستدل صاحب الدراسة بظاهرة الدورة الرطوبية على سطح الأرض، والتي من خلال دراستها تبين أن مجموع ما يتبخر على سطح الأرض يعادل كمية الهطول السنوية فوقها، ما يثبت بدوره مصداق المعيارية والمقدارية المشار إليها في الآيتين الكريمتين السابقتين وفي الحديث الشريف كذلك.سر التوازن الاشعاعيوعن سر وجود هذا الكم المحدد (وسطياً) من المياه المتبخرة والمتكاثفة سنوياً، أكدت الدراسة أن هذا يحدث نتيجة للتوازن الإشعاعي الحراري الأرضي الجوي.وأوضحت الدراسة أنه عندما تبلغ أشعة الشمس إلى سقف الجو ينعكس منها ما نسبته 31% مباشرة إلى الفضاء الخارجي وما تبقى من الأشعة 69% يدخل الغلاف الجوي فيمتص منه قرابة 17% والباقي52% أي فإنه يمثل مجموع الأشعة المباشرة والمنتثرة الواصلة إلى سطح الأرض، والتي ينعكس منها إلى الجو قرابة 4%، وهكذا يتبقى من الأشعة ما يعادل 48%، ونجد أن 18% يصرف إشعاعاً أرضياً فعالاً ذاتياً إلى الجو، وما تبقى أي 30% فإنه يعتبر المخزون الأرضي الإشعاعي الفعلي الذي يتحول جزء منه إلى طاقة حرارية تعمل على تبخير المياه على اليابسة والمحيطات وبنسبة 22% من مجموع الأشعة الممتصة فعلياً من قبل سطح الأرض، أما ما تبقى وهو 8%، فإنها تصرف على عمليات التبادل الحراري الطاقي بين الأرض والجو.هذه الطاقة التي تعادل بالنسبة لسطح الأرض ماء ويابسة (59) ك. كالوري وسطياً تكفي على مدار السنة تبخير ما مقداره 577 ألف كم3 من المياه السائلة من على سطح الأرض، وحسب قوانين التوازن الرطوبي آنفة الذكر، ستتحول المياه المتبخرة كاملاً إلى مياه سائلة ثانية (هطول) أي بمقدار 577 ألف كم3، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الذي أخبرنا بذلك قبل (1400) سنة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق