دخل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إلى بلدة تل معروف في شمال سوريا في أواخر شهر شباط/ فبراير الماضي، وبعد أن أخرج مسلحوه المقاتلين الأكراد من البلدة، هاجموا مسجدها بحجة أنه تابع ل"طريقة صوفية".
وقال احد المواطنين السوريين وهو يقطن على بعد 20 كيلومترا من تل معروف: خلال الأيام الثلاثة التي كانت فيها الدولة الإسلامية في العراق والشام حاضرة في تل معروف، قام مسلحوها بحرق ونهب عدد من المنازل والمتاجر والمباني الإدارية. هو نوع من العقاب الجماعي الذي تشهده جميع المدن الكردية التي تسقط بين أيديهم".
وقال احد الباحثين في علم التاريخ في تل معروف وهو يسكن قرب المسجد الذي تم تخريبه: "رأيت مصاحف ملقاة على الأرض بعد حرقها". وأضاف، ان مسلحي داعش دخلوا إلى البلدة ليلا وبدؤوا هجومهم على المسجد قبيل الفجر، وكتبوا عبارات مهينة على جدار المسجد وبابه قبل إضرام النار داخله، ما تسبب في حرق حتى المصاحف.
وتابع: أما المزار، فهو يقع على بعد 900 متر من المسجد. صراحة، لم أجرؤ على الخروج من منزلي، لكنني سمعت دوي انفجار وكأنهم يستعملون أسلحة ثقيلة. بعد ذلك بقليل، رأيت الدخان يتصاعد في السماء. وبعد أن غادر "الجهاديون" البلدة، ذهبت لأرى ما حل بالمزار ورأيت مصاحف ملقاة أرضا.
وقال: لست أنتمي لأي "طريقة صوفية "ولكني أخشى كمواطن سوري وكباحث على جميع المعالم والمساجد الصوفية الموجودة في البلاد، فتل معروف ليست استثناء وما حل بها قد يحل بغيرها. لكن في نفس الوقت، سيرى الناس الهوة العميقة بين التيار الصوفي وهذه التيارات المتطرفة، ما سيجعلهم حتما يحرصون على الحفاظ على هذه الممارسات.
التنظيمات التكفيرية تعتبر "الصوفية "كفرا وبدعة دخيلة على الإسلام، كما أنهم يشبهون ثقافة المزار والأضرحة بالوثنية. ولذلك هم لا يرون حرجا في هدم الأضرحة أو المساجد الصوفية أو حتى في حرق المصاحف الموجودة داخلها، رغم أنه كتاب مقدس بالنسبة لجميع المسلمين.
وتضم بلدة تل معروف عددا من المعالم الدينية مثل المسجد والمزار الذي يضم 5 أضرحة ومعهدا للدراسات الإسلامية وتدريس اللغة العربية، وجميع هذه المعالم هي من بناء الشيخين محمد ومحمد مطاع الخزنوي وهم من أكراد تركيا المتصوفين، جاؤوا للعيش في شمال سوريا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت تل معروف وجهة للكثير من الطلبة السوريين أو الأجانب الذين يأتون لدراسة الطريقة النقشبندية الخزنوية.
ويقع تل معروف في محافظة الحسكة وهي أحد المسارح الكردية للمعارك بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والمقاتلين الأكراد التابعين لوحدات حماية الشعب، الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق