adstop

إن تحقيق صفة الرضا يقتضي إجالة النظر في أحوال الناس الآخرين، لتعلم مقدار نعم الله عليك، التي قد يغبطك عليها الملايين من البشر.
فإن كنت فقيرًا، فإن أزيد من مليار شخص في العالم يعيشون تحت خط الفقر، أي: بأقل من 15 درهما في اليوم، وأزيدَ من مليار آخرين يعيشون دون الحد الكافي من الطعام والحاجات الأساسية، ويموت قرابة 30000 طفل يومياً بسبب الجوع، ومليار شخص في البلدان النامية لا يحصلون على كمية كافية من المياه.
وإن كنت مريضًا فإن مرضى السكري حولك تجاوزوا 350 مليونا، منهم 140 مليونا في الصين والهند وحدهما، وقرابة ثلاثة ملايين ونصف في المغرب، ومرضى الكبد تجاوزوا 500 مليون شخص، ما يقارب المليونين منهم في المغرب، ومرض فقدان الذاكرة والاضطرابات السلوكية (الزهايمر) يصيب الآن أزيد من 25 مليون شخص عبر العالم، منهم أزيد 80 ألفا في المغرب.
وإن كنت تحس بالحزن وكدر العيش، فإن أزيد من مليار شخص حول العالم يعيشون حالات اكتئاب، منهم ربع المغاربة -تقريبا-. ومن الطريف أن الصينيين افتتحوا مقهى مخصصا للمكتئبين، يتيح لزبنائه أن يعبروا عن حالاتهم النفسية، ويساعدُهم على البكاء والتنفيس عن أحزانهم مقابل 50 درهما - تقريبا
وإذا كان أثاث بيتك متواضعا، فإن ربع الإنسانية يعيشون بلا كهرباء، ونصف سكان الهند لا يملكون دورات المياه.
أليست هذه الحقائق كفيلة بأن تقدر نعم الله عليك، فتعلم أنه فَضَّلك على كثير من المبتلين، وعصمك من كثير من الأكدار، والأسقام، والأوجاع. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء" صحيح سنن الترمذي.
وأثر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "ما ابتُليتُ ببلية إلا كان لله عليَّ فيها أربعُ نِعم: إذْ لم تكن في ديني، وإذ لم أُحرَم الرضا، وإذ لم تكن أعظمُ منها، وإذ رجوت الثواب عليها".
رضيت بما قسمَ الله ليوفوّضتُ أمري إلى خالقيكما أحسن الله فيما مضىكذلك يُحسن فيما بَقِي


0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
وجهتكم © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top