صمم فريق من المتخصصين في مجال الهندسة النانوية من جامعة كاليفورنيا (سان دييغو) " اسفنجة النانو" قادرة على امتصاص السموم التي تفرزها البكتيريا المسببة للأمراض المختلفة والثعابين والنحل، حسبما ذكرت صحيفة "نيتشر نانوتكنولوجي" يوم 14 نيسان/ابريل.تعتبر "اسفنجة النانو" فخاً للسموم التي تدمر كريات الدم الحمراء من خلال تشكيلها لغشاء وتعطليها بذلك لعملية دخول وخروج ايونات الدم عبر غشاء البلازما وتقوم بكتيريا سلبية الغرام والمكورات العنقودية بإنتاج هذه السموم.ووفقاً للتكنولوجيا التي قام فريق المتخصصين بقيادة البروفيسور لانفان تشانغ باتباعها، فيتم عزل كريات الدم الحمراء عن مكونات الدم وذلك بطريق جهاز الطرد المركزي ثم توضع في محلول خاص يساعد على فصلها عن الأغشية، ليتم لاحقاً دمجها مع كرات مصنوعة من مادة البوليمر الحيوية ويبلغ قطرها 85 نانومتر وتصغر كريات الدم الحمراء بثلاث آلاف مرة، نتيجة لذلك يلتف غشاء الكريات الحمراء حول هذه الكرات لتحاكي بشكلها الكريات الحمراء الهدف المفضل للسموم.ويتسع غشاء الكريات الحمراء لآلاف "اسنفجات النانو" التي تعمل على امتصاص السموم عندما تتواجد في مجرى الدم. ومن ثم يتم استقلاب "اسفنجات النانو" والسموم التي قامت بامتصاصها وخروجها من الجسم مع الإفرازات. وكما تبين أن هذه العملية لا تسبب الضرر للكبد. وقد استغرق خروج السموم من جسم الفئران باستخدم "اسفنجة النانو" 40 ساعة.وأظهرت التجارب الجديدة على الفئران أن نسبة 98% من الحيوانات التي أدخلت لها "اسفنجات النانو" في مجرى الدم قبل حصولها على جرعة مميتة من السموم بقيت على قيد الحياة، بينما وصلت نسبة الفئران التي حصلت على "اسفنجات النانو" بعد الحقنة المميتة إلى 44%.وأكد تشانغ أن الميزة الرئيسية للطريقة الجديدة تكمن في استعمالاته المتعددة، فبدلاً من صنع مضادات للأنواع المختلفة من السموم اختراعت وسيلة للتخلص من السموم بغض النظر عن بنيتها الجزيئية.ويعتقد المتخصصون أن "اسفنجة النانو" ستلعب دوراً فعالاً في حالات الطوارئ أثناء لدغات الثعابين، عندما يصعب تحديد نوع السم. ويتم في الوقت الحالي الاستعداد لإجراء تجارب سريرية لوسيلة العلاج الجديدة.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق