مع صعود تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في مصر، بات عامة الناس تطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل هذا البلد ذي التاريخ العريق والمتعلقة بالسياسية والإقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافة. لاسيما وأن صبر الشعب قد نفد، ذاك الشعب الذي خرج إلى الشارع مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.برنامج كوميدي يقدمه المذيع الساخر باسم يوسف على محطة تلفزيون خاصة، يسخر فيه من الأوضاع والسياسيين في مصر. هو أيضا لاقى نقدا من الإخوان اللذين رفعوا عليه وعلى قناة "سي بي سي" دعوى خسروها رافضين الحرية التي وعد بها الرئيس الحالي. ولكن أين هي تلك الأشياء التي وعدتموها لشعبكم من حرية الكلمة والسؤال؟ إعلام اليوم قد تغير كثيرا عن إعلام الأمس، فهو أصبح يهتم أكثر بكيفية توظيف واستغلال تلك الوسائل في العملية السياسية إذ يقوم بنقل وتحليل النشاطات المختلفة وإتاحة المجال أمام المهتمين وقادة الرأي للحصول على المعلومات والبيانات، وتلقي ردود أفعال الجمهور نحو سياستهم وقراراتهم ومواقفهم ما لم يستطع فهمه بعض من الجهات ناسيا أن الصحافة تسأل ما تريد ومن تريد ولا تشهر من أراد، فعلى الحكومة الجديدة أن تحسن التعامل مع الإعلام وإلا فستكون مصائبها أصعب مما عليه الآن، خاصة بعدما حاول النظام الجديد الهروب من الفشل وتحويل الإعلام إلى خصم وعدم حل تلك الأمور التي يشهدها الشارع .وما يزيد الطينة بلة هو الإسلام السياسي الذي لا يرضى بالنقض الذي يوجه إليه .ففي هذه الأيام وبينما يزور مرسي روسيا ويحدث الرئيس الروسي بوتين عن الحريات والحقوق كان شباب الإخوان يطالبون وسط القاهرة بتطبيق شرع الله متجاهلين السلطات المدنية والقضاء. لكن مهما اختلفت المشارب جميع الناس يفهمون اليوم أن ورقة السياسة القديمة أصبحت مكشوفة، ومن لا يحترم حقوق غيره سوف يكون الخاسر .
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق