يشتكي كثير من النساء في عصرنا الحالي , من ويلات التحرش اللفظي بهن , أو ما يصطلح عليه معاكسة الرجال للنساء , حتى أن بعض النساء نظرا لتفشي هذه الظاهرة التي انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم , أنشأن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بهذا الفعل .وإذا بحثنا في أهم أسباب هذه الظاهرة , نجد السبب الرئيسي وراءها المرآة نفسها , والمتمثل في زيها الفاضح الذي يكشف مفاتنها , فتجد للأسف الشديد الأغلبية الساحقة من النساء اللاتي تتعرضن لهذه الظاهرة , يخرجن من بيوتهن متبرجات , سافرات , متعطرات ,وبالتالي يكن ضحايا الذئاب البشرية , وقد بين الله في محكم كتابه أن السبب في تعرض المرآة للإذاية هو عدم امتثالها لأمر ربها في ستر جميع بدنها , فقال عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّء قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُوْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُوذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [الأحزاب : 59] كما قدم الله الزانية على الزاني في قوله سبحانه وتعالى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَاخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُومِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [النور : 2] وهذا التقديم ليس اعتباطيا , وإنما له دلالة , وهو أن المرآة هي غالبا ما تكون سببا في شيوع فاحشة الزنا , فقليل ما نسمع فتاة ترتدي حجابها الشرعي تتعرض للتحرش من قبل الرجال , وأقصد بالحجاب الشرعي هاهنا الحجاب الذي أمر الله به , بأن يكون ساترا لجميع بدنها وفضفاضا , وليس حجاب الموضة الذي نراه للأسف في مجتمعاتنا الإسلامية, قال تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) [النور : 31].ومن الأسباب كذلك ضعف الوازع الديني عند الرجال : حتى وإن كانت المرآة هي السبب الرئيسي كما قلت في انتشار هذه الظاهرة , فليس هذا مبررا لشيوع هذه المعضلة , لأن الله أمر الرجال بغض البصر عما حرم الله النظر إليه , فقال عز من قائل ( قُل لِّلْمُومِنِينَ يَغُضُّوا مِنَ ابْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ( [النور : 30]ومن الأسباب كذلك : الإعلام الذي أفسد علينا حياتنا ومجتمعاتنا ونساءنا وبناتنا وشبابنا؛وذلك من خلال ما يعرض علينا في شاشات التلفاز المدمر من عري وتبرج وانتهاك لحرمات الله في مسلسلات وأفلام ومسرحيات ماجنة ساقطة وخادشة للحياء .وعليه إذا عُرف السبب بطل العجب كما يقال , ولذلك أقول لمن تشتكي من ويلات التحرش بها , أن تمتثل أمر ربها وترتدي حجابها الشرعي الذي أمرها الله به , ولا تخضع بالقول فيطمع مريض القلب فيها , قال سبحانه (يَا نِسَاء النَّبِيء لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء انِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ( [الأحزاب : 32] .كما أقول للرجال الذين ليس لهم شغل شاغل إلا معاكسة النساء , بأن يتقوا الله عز وجل ويغضوا أبصارهم عما حرم الله , وأن يحفظوا ألسنتهم من معاكسة الفتيات . وأقول لهؤلاء هل ترضى لأمك , أو أختك , أو عمتك , أو خالتك , بأن يعاكسها رجل ما , فأكيد سيقول لا , فأقول له إذا كنت لا ترضاه لأمك , أو أختك , أو عمتك , أو خالتك , فكيف ترضاه لأختك المسلمة .وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق