انقلبت حياتهما رأسا على عقب بعد أن حولتهما أيادي مجهولة إلى بطلتي مواد جنسية تم تداولها على نطاق واسع في العالم الافتراضي، فقد أرغمت سمية التي تعمل طبيبة على تغيير مقر عملها بعدما صارت «فضيحتها» حديثا شيقا تلوكه الألسن، بينما صار شبح الرسوب يخيم على حياة الطالبة ليلى التي فضلت ملازمة البيت لعجزها عن مواجهة نظرات الآخرين.
عاشت سمية بعيدا عن الشبهات وفي منأى عن المشاكل، فهي كانت تحظى باحترام الجميع، لأنها قضت سنوات عمرها في تقديم يد العون للآخرين بأحد المستشفيات العمومية، حيث عملت كطبيية، ولم تدخر أي جهد لممارسة عملها على أكمل وجه.
عرفت الطبيبة بنزاهتها وتفانيها في العمل، ورفضها لكل أشكال التلاعبات التي يمكن أن تتم داخل المستشفى، ما أكسبها احترام المرضى وزملائها، لكن في الوقت ذاته سيجر عليها الكثير من المشاكل التي كانت في غنى عنها.
أرغمت على تغيير مقر عملها
بدأت الحكاية عندما لاحظت الطبيبة بعض التلاعبات التي تتم داخل المستشفى العمومي، حيث ضبطت أحد زملائها الذي يعمل أيضا بالقطاع الخاص وهو يقوم بالاستيلاء على مجموعة من الأدوية ويتصرف فيها بغير وجه حق.
لم تستطع الطبيبة التي عرفت بمواقفها الشجاعة في مواجهة كل أشكال الفساد البقاء في وضعية المتفرجة وهي ترى كيف يقوم أحد زملائها الذي يفترض أنه أدى «قسم أبقراط» بممارسات تتعارض مع أخلاقيات مهنة الطب، لتقرر مواجهته بأفعاله وتحذيره من تبعات الفعل الذي يقوم به.
انقلبت حياة سمية رأسا على عقب، بعد الحديث الذي دار بينها وبين زميلها، فالأخير اعتبر كلماتها إعلانا صريحا عن حرب من شأنها أن تعصف بمستقبل أحدهما، ولم تمر سوى أيام على تلك الواقعة، حتى وصل إلى مسامع الطبيبة صدى تداول صور جنسية لها عبر صفحات الأنترنت.
صعقت الطبيبة من هول ما سمعت على لسان زميلاتها بالمستشفى، لكنها بالرغم من ذلك قررت معاينة تلك الصور، التي شكلت صدمة قوية بالنسبة إليها، فناشرها كان بارعا في استخدام برامج تعديل الصور إلى درجة أنه نجح في «فبركة» صور لها تظهر بها في وضعيات جنسية ساخنة، وتبدو حقيقية لكل من يراها.
تدهورت حالة سمية النفسية، التي أصيبت باكتئاب الحاد، لأنها لم تتحمل نظرات الشك التي صار زملاؤها يرمقونها بها، بعدما ظلت طوال حياتها بعيدة عن الشبهات، خاصة أن تلك الصور تم تداولها بين كل العاملين بالمستشفى، وتحولت إلى حديث شيق تلوكه الألسن.
وجدت الطبيبة نفسها عاجزة عن مواجهة الناس في محيط عملها، ما دفع بها في نهاية المطاف إلى تغيير مقر عملها والانتقال للعمل بمدينة أخرى، حيث تمكنت مع مرور الأيام من تجاوز معاناتها النفسية، وشق طريقها من جديد في مشوارها المهني الذي كان مهددا بالتوقف بسبب الحملة الإلكترونية الشرسة التي تعرضت لها، والتي مازال المسؤول عنها إلى اليوم في خانة المجهول.
تلازم البيت خوفا من نظرات زملائها
تكون الغيرة من تفوق الآخر حسب الدكتورة حورية إيدومهيدي الاختصاصية في الأمراض النفسية والعقلية السبب الوحيد في حالات أخرى لإقدام بعض الناس على التشهير بالآخرين من خلال نشر مواد جنسية لهم عبر الشبكة العنكبوتية. وضع ينطبق على ليلى الطالبة التي تحولت فجأة ودون علمها إلى عاملة جنس تعرض خدماتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الطالبة التي تدرس بأحد المعاهد العليا تتابع دراستها وتسير بخطى ثابتة نحو طريق النجاح، وهو الأمر الذي يؤكد أحد المقربين منها أنه شكل مصدر إزعاج بالنسبة لمحيطها الدراسي، لأن الفتاة كانت تجمع بين الذكاء والتفوق والجمال.
فوجئت التلميذة بإنشاء حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يحمل إسمها، وحرص الشخص الذي أنشأ الحساب على «فبركة» صور لها تظهرها في وضعيات جنسية ساخنة، وكتب عليها عبارات باللغة الفرنسية من قبيل « أنا أجيد ممارسة الجنس»، «جرب معي المتعة الحقيقية»، قبل أن تدرك بأن تلك «الفضيحة» تحولت إلى الحدث البارز داخل المعهد الذي تتابع دراستها فيه.
بالرغم من أن الطالبة حظيت بالدعم المعنوي من طرف أفراد أسرتها الذين لم يشكوا للحظة في سلوكها، إلا أن ليلى كانت مقتنعة بأن مشكلتها لن تنتهي حتى بعد أن عمدت إدارة الموقع على إغلاق الحساب، فهي لم تتحمل نظرات زملائها، الذين صار العديد منهم يرى فيها صيدا سهلا، ما جعلها تقرر ملازمة البيت وتغرق في بحر من العزلة، لتصير مهددة بالرسوب، بعدما ظلت طيلة مشوارها الدراسي في صفوف التلاميذ المتفوقين.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق