إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهدوا أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه تسليما كثيرا فمما بعث به النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم تهذيب أخلاق الناس وتنميتها والارتفاع بها وقد أشار إلى خطر هذه المهمة قولة صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )1-قال الجيلانى:لا يكون دين من الأديان خاليا من مكارم الأخلاق لكن لم تكن الأخلاق الكريمة مجموعة كلها في دين من الأديان السابقة حتى جمع الله في دين الإسلام كل ما كان من أخلاق حسنه متفرقة عن دين فهذا معنى أتمم مكارم الأخلاق أي أبلغ نهايتها فمن أراد حيازة الأخلاق الحسنة كلها فليلزم الإسلام فأنها لا توجد كاملة إلا فيه وما لا توجد في الإسلام فهو ليس بخلق حسن2-وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن *قال الحافظ ابن رجب رحمه الله هذا من خصال التقوى ولا تتم التقوى إلا به وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانية فان كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق العباد فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس فانه كان قد بعثه إلى اليمن معلما ومفقها وقاضيا ومن كان كذلك فانه لا يحتاج إلى مخالفة الناس بخلق حسن ما لا يحتاج إليه غيره مما لا حاجة للناس به ولا يخالطهم3-وعن عائشة رضي الله عنه إن العبد يبلغ بحسن الخلق الصائم القائم 4-وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال:سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال تقوى الله وحسن الخلق5-والأحاديث في حسن الخلق لا يسعها هذه العجالة وفيما ذكرناه كفاية واختلفت تعبيرات العلماء في تفسير حسن الخلق *فعن الحسن قال :حسن الخلق:الكرم والبذلة والاحتمال*وعن الشعبي :حسن الخلق الذلة والعطية والبشر الحسن*وقال بان المبارك :هو بسط الوجة وبذل المعروف وكف الأذى وسئل سلام بن مطيع عن حسن الخلق فأنشد شعرا فقال:تراه إذا ما جئت متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائلةولو لم يكن في كفه غير روحة لجاد بها فليتق الله سائلةوهو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحلهوقال الإمام أحمد :حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحقد 6- ولاشك أن حسن الخلق يشمل كل ذلك فمن حسن الخلق طلقة الوجة ولين الكلام وبذل السلام والإحسان إلى الناس بجميع وجوه الإحسان ومن حسن الخلق بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران وحسن المصاحبة والإخاء فان لهؤلاء من الحقوق ما يزيد على الحقوق العامة للمسلمين لحق الإسلام ومن حسن الخلق تشميت العاطس وعيادة المريض وتشييع الجنازة ويشمل ذلك كله اسم البر وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما :بنى إن البر شي هين.وجه طليق ولسان لينقال علاقة القصيم عبد الرحمن بن ناصر السعدي :حسن الخلق ومكارم الأخلاق تحبب العبد إلى أعدائه وسوء الخلق ينفر عنه أولاده وأصدقائه من مزايا حسن الخلق أن صاحبه يتمكن من أرضاء الناس على اختلاف طبقاتهم كل من جالسه وخلطة أحبه صاحب الخلق الحسن وتلين له برفقه وتحببه إلى الخلق المصاعب كم فات سي الأخلاق من مطلوب وكم جلب عليه الحمق من شآ مرهوب كل أخذ يود الاتصاف بحسن الخلق لما يشاهده من ثمراته الجليلة ولكن لا يدركه إلا أهل الهمم العالية النبيلة اللهم اهدنا لاحسن الأخلاق وجنبنا مساوئها
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق